قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماً
مَلِكاً عَلا في الأَرضَ غَيرَ iiمُعَبَّدُ
بَلَغَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ iiيَبتَغي
أَسـبـابَ مُـلـكٍ مِـن كَـريـمٍ iiسَـيِّدِ
فَرَأى مَغيبَ الشَمسِ عِندَ مَآبِها
فـي عَـيـنِ ذي خُلُبٍ وَيأطِ حَرمَدِ
مِـن قَـبـلِـهِ بَـلقيسُ كانَت iiعَمَّتي
حَـتـى تَـقَـضّـى مُـلـكُـها بِالهُدهُدِ
يقال أنه عندما سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بأبيات أمية بن أبي الصلت التي قال فيها:
الـحَـمـدُ لـلَّهِ مَمسانا iiوَمَصبَحَنا
رَبُّ الـحَـنـيـفَـةِ لَم تَنفَد خَزائِنُها
أَلا نَــبِــيَّ لَــنـا مِـنّـا فَـيُـخـبِـرُنـا
بِـالـخَـيـرِ صَـبَّـحنا رَبي iiوَمَسَّانا
مَـمـلـؤَةٌ طَـبَّـقُ الآَفـاقَ iiسُلطانا
ما بُعدَ غايَتِنا مِن رأَسِ مَجرانا
قال: إن كاد أمية ليُسلم.
وعلى الرغم من عدم دخول أمية بن أبي الصلت في الإسلام إلا أنه نسبت إليه قصائد عديدة يحمد فيها الله، ويثني على الرسول، ويرى البعض أن هناك تناقض بين ما تدل عليه القصائد من إيمان قوي لصاحبها يظهر في معانيها، وبين التردد الذي كان فيه أمية تجاه الإسلام فيشككوا في نسبها إليها، أما البعض الأخر فيرى أنها تنسب لأمية لأنه كان تام الاقتناع بالإسلام وكاد أن يدخل به إلا أنه بعد واقعة بدر شق جيوبه وعقر ناقته على عادة الجاهلية وقرر عدم الدخول فيه، ورواية أخرى ذكرت أن أمية كان يطمع في النبوة لنفسه فلم يدخل فيها حسداً منه.
مما قاله:
لَـكَ الـحَمدُ والمَنُّ ربَّ العِبادِ أَنــتَ الـمَـليكُ وأَنــتَ iiالـحَكَم
وَدِن ديـنَ رَبِّـكَ حَـتّى الـيَقِينِ واجـتَـنِبَنَّ الـهَـوى iiوالـضَجَم
مُــحَـمـداً أَرسَــلَــهُ بـالـهُـدى فَـعـاشَ غَـنِـياً وَلــم iiيُـهـتَضَمُ
عَـطـاءٌ مِــنَ الـلَـهِ iiأُعـطـيتَه وخَـصَّ بِـهِ الـلَهُ أَهـلَ الحَرَم
وقَـــد عَـلِـمـوا أَنَّــهُ خَـيـرُهم وفي بَيتِهِم ذِي النَدى والَكرَم
وقال أيضاً:
إِنَّ آيــاتِ رَبِّــنــا iiبــاقـيـاتٌ
ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
خَـلَـقَ الَـلـيـلَ وَالنَهارَ iiفَكُلٌ
مُـسـتَـبـيـنٌ حِـسابَهُ iiمَقدورُ
ثُـمَ يَـجـلو النَهارَ رَبٌ iiكَريم
بِـمَـهـاةٍ شُـعـاعُـها iiمَنشورُ